استراتيجية التعلم السريع والفعال

 

كيف تتعلم أي شيء بسرعة ؟

مع تجدد وتطور العلوم والمعارف والمهارات بسرعة هائلة يجب علينا التعامل معها بذكاء واختيار ما نحتاج تعلمه بدقة وعناية حسب مدى احتياجنا إليه ومدى أهميته لنا ، لأنه مهما حاولنا جاهدين تعلم كل ما نريد فلن نستطيع ذلك لكثرة  العلوم والمعارف والمجالات والمهارات وسرعة تدفقها وتجددها وتطورها ، والحل الوحيد أمامنا هو اختيار بدقة ما نحتاجه في حياتنا حسب مدى هو هام وعاجل ، ونحدد له الوقت المناسب والكيفية والمصدر ، حسب الأسئلة التالية ماذا ؟ وكيف ؟ وأين ؟ ومتى ؟

وبعد معرفتك لهته الأجوبة بشكل دقيق كل ما عليك فعله لتتعلم ما تريده في أسرع وقت ممكن هو اتباع الخطوات الآتية :

1- حدد فترات قصيرة للتعلم 

فجلسات التعلم القصيرة هي الطريقة المثلى  لتجعلك تحافظ على تركيزك ، وبالتالي تستوعب المعلومات بشكل أفضل ، لذلك ينصح الخبراء بوقت من 30 إلى 50 دقيقة كجلسة تعلم مواد جديدة وبعد هذا الوقت خذ وقتا للراحة ثم استأنف تعلمك، وهناك طريقة رائعة ومشهورة تسمى طريقة "البومودورو" أو "تقنية الطماطم" وهي : تقسم ساعة تعلمك إلى نصفين تقضي 25 دقيقة في التعلم و5 دقائق في الاستراحة ، وهكذا تحافظ على تركيزك ونشاطك ، كما يمكنك أن تستعمل هذه التقنية كما يحلو لك كأن تستغرق في جلستك التعلمية 45 دقيقة وتخصص 15 دقيقة للراحة مثلا.

المهم أن لا تشعر بالملل والسأم وتحافظ على نشاط ذهنك ومستوى تركيزك

2- اصطحب القلم والدفتر 

يساعدك اصطحاب القلم والدفتر على الكتابة وتدوين المعلومات والملاحظات، مما يساهم أولا في استيعابك أفضل لما تكتبه وتدونه فكأنك قررت القراءة مرات عديدة وثانيا سهولة الرجوع إليها ومراجعتها واستذكارها كلما احتجت إليها مما يساهم في ترسيخها بذاكرتك وتذكرها متى احتجتها. 

3- اشرح ما تعلمته لغيرك ( أو تخيل ذلك )

فحين تتخيل أنه عليك شرح ما تتعلمه للآخرين فإن هذا الشعور من شأنه أن يجعلك تركز أكثر وبالتالي تستوعب بشكل أفضل وبكفاءة أعلى .

أما لو طبقت ذلك فعلا - أي قمت بشرح ما تتعلمه للآخرين- فهذا سيكون شيء رائع سيجعل ذاكرتك تعتني بهذه المعلومات وتحتفظ بها لأطول مدة ممكنة ، هذا بالإضافة إلى ما تقدمه للآخرين من معلومات مهمة ومفيدة.

4- حدد جدولا دراسيا لأي شيء تود تعلمه 

لكي لا تشعر بالملل والتشتت أو تثبط عزيمتك عليك أن تحدد جدولا دراسيا مناسبا لك وتضعه في مكان تستطيع رؤيته دائما، هذا سيجعلك تحرص على مواصلة التعلم وفي الوقت المخصص له، ويجب أن يتضمن الجدول الدراسي المهام والأوقات لليوم والأسبوع والشهر ، وتضع أهدافا دقيقة تستطيع من خلالها قياس مدى تقدمك في رحلة التعلم.

5- احرص على تغيير أسلوب تعلمك باستمرار

فتغيير أساليب التعلم ، ووسائله، ومصادره ايضا من شأنه أن يطرد عنك الملل والشعور بالكسل ويحافظ على نشاطك وتركيزك .

فاحرص على تنويع أساليبك ووسائل ومصادر تعلمك فتارة اقرأ من الكتب، وتارة شاهد مقاطع فيديو، وتارة استمع للتسجيلات الصوتية وهذا، وغير من أماكن وأوقات تعلمك باستمرار.

المهم أن تستمر في عملية التعلم بفاعلية 

6- ركز على شيء واحد مما تريد تعلمه

فقد تكون في حاجة للكثير من المهارات والمعارف وفي مجالات مختلفة تريد تعلمها ، لكن إن حاولت تعلمها كلها مرة واحدة فسيتشتت ذهنك ويضيع تركيزك وبالتالي ستفشل خطتك ولن تتعلم أي شيء.

لذلك حدد أولوياتك وركز على ما هو أهم وعاجل، وحتى في المهارة الواحدة أو العلم والتخصص الواحد حاول التركيز فقط على الجزء الذي أنت بصدد تعلمه ، ولا تشغل بالك بأجزاء أخرى أو تستعجل النتيجة .

ملاحظة هامة : لا يعني التركيز على شيء واحد أن لا تعلم شيئا آخر غيره ، بل يعني فقط أنه محط اهتمامك وتركيزك أكثر في الوقت الحالي ، وإلا فيمكنك إضافة أوقات أخرى مخصصة لتعلم شيء آخر مثلا .

7- كرر وراجع ما تتعلمه

المراجعة والتكرار في غاية الأهمية لكي تترسخ المعلومات في الذهن والذاكرة بشكل أفضل وأسرع ،  وكما يقولون "الشيء إذا تكرر تقرر"، فمع التكرار تعرف أدمغتنا أن هذه المعلومات مهمة بالنسبة لنا وهذا سيجعلها تعتني بها أكثر .

8 - استخدم ما تتعلمه

سبق وأشرنا إلى أنه ينبغي أن نتعلم ما نحن بحاجة ماسة إليه في حياتنا أي شيء نحتاجه ، لهذا يجب علينا أن نحاول استخدام ما نتعلم دائما وأن نطبق ونمارس ذلك عمليا، فالمثل يقول عن المعلومات والمعارف الجديدة : "استخدما أو ستفقدها " .

فالمعلومات والمهارات التي نتعلمها ولا نستخدمها في حياتنا باستمرار قد ننساها مع مرور الوقت .

أتمنى أن تكوني قد استفدتم من هذا المقال ، أحاول دائما تقديم الأضل والمفيد لكم ، شكرا 

ولا تنسوا مشاركتنا بآرائكم في التعليقات